قصر القامة يعني أن طول الشخص أقل من المعدل الطبيعي مقارنة بأقرانه في نفس العمر، وقد ينتج ذلك عن عوامل وراثية أو اضطرابات هرمونية أو مشكلات في نمو العظام، ما يستدعي تقييمًا دقيقًا وخطة علاجية مخصصة لكل حالة.
ورغم تنوع طرق علاج قصر القامة، يظل العلاج الجراحي هو الحل الجذري والأكثر فعالية في الحالات التي لا تستجيب للطرق الأخرى، خاصةً بعد سن البلوغ.
في هذا المقال، نُسلط الضوء على دور جراحات تطويل العظام في علاج قصر القامة، ونوضح كيف يمكن أن تُحدث فرقًا في علاج قصر القامة الوراثي عند الاطفال، بالإضافة إلى دورها الفعّال في علاج قصر القامة عند الكبار والبنات.
كيف تتم جراحة تطويل العظام؟
تعتمد جراحة تطويل العظام على تقنية طبية تُعرف بالتطويل التدريجي (Distraction Osteogenesis)، وهي تقنية دقيقة وآمنة تُتيح زيادة الطول بصورة تدريجية من خلال عدة مراحل متكاملة تشمل:
الكسر الجراحي (Osteotomy)
يبدأ الإجراء بإحداث كسر جراحي دقيق في العظم -عادةً في الفخذ أو الساق- تحت تأثير التخدير الكلي، ويُجرى هذا الكسر بطريقة مدروسة حتى لا يؤثر في الأنسجة المحيطة.
تركيب جهاز التثبيت
يُركب جهاز يُسمى “إليزاروف” حول الساق من الخارج، ويتكون من حلقات وأسلاك معدنية تساعد على تثبيت العظام بعد الكسر بدقة وتتحكم في معدل التمدد اليومي، بالإضافة إلى تصحيح الانحرافات أو التشوهات في أثناء العلاج.
مرحلة التطويل التدريجي
بعد عدة أيام من العملية، يبدأ التطويل بمعدل تقريبي يبلغ 1 ملم يوميًا، أي ما يعادل 1 سم كل 10 أيام.
وخلال هذه المرحلة، يُتابع الطبيب حالة المريض بدقة من خلال الأشعة والفحوصات السريرية، للتأكد من أن العظم الجديد ينمو بصورة سليمة.
مرحلة التثبيت والتأهيل
بعد الوصول للطول المستهدف، يُترك الجهاز في مكانه لعدة أشهر حتى يكتمل التئام العظم الجديد، وفي الوقت ذاته يبدأ المريض برنامج علاج طبيعي مكثف لتحسين الحركة وتقوية العضلات.
مميزات علاج قصر القامة بالجراحة
تُعد جراحة تطويل العظام حلًا فعالًا في علاج قصر القامة، إذ يمكن أن تزيد الطول بمقدار 5 إلى 8 سم، وقد تصل إلى 12 سم في بعض الحالات، ومن أبرز مميزات هذه الجراحة:
- تُزيد الطول بصورة دائمة.
- تُعد طريقة آمنة ومضمونة.
- تُحسن الثقة بالنفس والمظهر العام، ما ينعكس بالإيجاب على حياة الشخص.
- تُحسن تناسق شكل الجسم وزيادة التوازن في أثناء المشي والحركة.
- تصحح الفروق في طول الأطراف.
ما أبرز التحديات والمضاعفات بعد جراحة تطويل العظام؟
رغم أن جراحة تطويل العظام تُعد من العمليات الدقيقة والفعّالة، لا تخلو من بعض التحديات والمضاعفات التي تختلف من شخص لآخر، وفقًا لحالته الصحية واستجابة جسمه، ومنها:
- الشعور بألم خلال فترات التمدد، خاصةً في الأسابيع الأولى بعد الجراحة.
- تيبّس المفاصل نتيجة قلة الحركة.
- تأخر التئام العظام في بعض الحالات.
- احتمالية حدوث التهابات سطحية حول مكان تثبيت الجهاز الخارجي.
علمًا أن رحلة العلاج قد تمتد من عدة أشهر حتى عام كامل، ويمكن السيطرة على هذه المضاعفات وتسريع الشفاء من خلال المتابعة المنتظمة والعلاج الطبيعي والالتزام بتعليمات الطبيب طوال فترة العلاج.
متى نلجأ للجراحة في علاج قصر القامة عند الاطفال؟
تعتمد الحاجة إلى الجراحة في علاج قصر القامة عند الأطفال على السبب الكامن وراء المشكلة، ففي حالات نقص هرمون النمو، يفضل البدء بالعلاج الهرموني مبكرًا لتحفيز نمو العظام وتحقيق نتائج جيدة.
أما في علاج قصر القامة الوراثي عند الأطفال، لا يكون العلاج الهرموني فعّالاً، إذ يتعلق السبب بالجينات وليس بخلل في الهرمونات، ولذلك تكون جراحة تطويل العظام الحل الأمثل، وكذلك ينصح بالجراحة في حال:
- وجود فرق واضح في طول أحد الطرفين مقارنة بالآخر.
- عدم تحقيق نتائج مرضية من العلاجات الهرمونية أو غيرها.
- تأثر الطفل نفسيًا أو حركيًا بسبب قصر القامة.
ويُتخذ قرار الجراحة بعد تقييم دقيق لمعدل نمو العظام ومدى نضج الطفل وسرعة التئام العظام لديه، وتُنفذ العملية تحت إشراف طبي متخصص لضمان نتائج سليمة وآمنة.
علاج قصر القامة عند البنات
تتجه الفتيات المصابات بقصر القامة إلى البحث عن حلول علاجية قبل أو بعد البلوغ، وعندما يتوقف النمو أو تفشل العلاجات التقليدية في تحقيق نتائج ملموسة، تكون الجراحة الحل لعلاج قصر القامة عند البنات.
يُفضل إجراء الجراحة بعد اكتمال نمو العظام، غالبًا بين سن 18 و20 عامًا، ويعتمد نجاح العملية على عدة عوامل منها الحالة الصحية العامة وكثافة العظام، ومدى استجابة الجسم لتكوين العظم الجديد.
دور الجراحة في علاج قصر القامة عند الكبار
تُعد جراحة تطويل العظام الحل الوحيد لعلاج قصر القامة عند الكبار، وهنا يختلف الأمر عن الأطفال والمراهقين، لأن عند الوصول لمرحلة البلوغ، تُغلق صفائح النمو في العظام وهي أنسجة غضروفية مسؤولة عن نمو العظام وزيادة الطول خلال فترة الطفولة والمراهقة.
الأسئلة الشائعة
نجيب إلى بعض الأسئلة الشائعة عن علاج قصر القامة فيما يلي:
1. متى يُعد الولد قصيراً؟
يُعد الطفل قصيرًا عندما يكون طوله أقل من المعدل الطبيعي المقرّر لعمره وجنسه، وفقًا للمخططات الطبية المعتمدة من قبل المنظمات الصحية مثل منظمة الصحة العالمية.
2. ما هو أفضل علاج لزيادة الطول؟
يعتمد العلاج على سبب قصر القامة، فيعطي العلاج الهرموني نتائج جيدة في بعض الحالات، لكن في حال عدم الاستجابة أو بعد توقف النمو، تكون جراحة تطويل العظام الخيار الفعال لتحقيق زيادة في الطول بصورة دائمة.
3. من هو الطبيب المختص في علاج قصر القامة؟
إذا كان قصر القامة ناتجًا عن اضطراب هرموني، يمكن استشارة طبيب الغدد الصماء، لكن إذا كان العلاج يتطلب جراحة، فيجب اللجوء إلى جراح عظام متخصص في جراحة تطويل العظام.
4. هل فعلًا يوجد علاج لقصر القامة؟
نعم، يوجد العديد من العلاجات المتاحة لعلاج قصر القامة، وتتضمن العلاج بالهرمونات أو الجراحة حسب الحالة.
ختاماً ..
سواءًا كان قصر القامة ناتجًا عن عوامل وراثيًا أو مشكلات صحية، فإن التطور الطبي في مجال جراحة العظام، خاصةً في تقنيات تطويل العظام، منح الأمل لعديد من الأشخاص الذين يبحثون عن حل فعّال ودائم لقصر القامة.
إذا كنت تعاني قصر القامة أو تفكر في الخضوع لجراحة تطويل العظام، لا تتردد في حجز استشارتك مع الدكتور عمرو فرج -استشاري جراحة العظام- لتقييم حالتك ووضع خطة علاج مناسبة وآمنة لك.
للمزيد إقرآ أيضا
أفضل دكتور جراحة عظام أطفال في مصر
تكلفة عملية تقوس الساقين في مصر