علاج الروماتويد: هل يمكن أن يُشفى مريض الروماتويد تمامًا؟

  • الرئيسية
  • علاج الروماتويد: هل يمكن أن يُشفى مريض الروماتويد تمامًا؟

التهاب المفاصل الروماتويدي أو مرض الروماتويد هو مرض مناعي يؤثر في جودة الحياة بصورة كبيرة لما يسببه من أعراض مزعجة في أنحاء الجسم المختلفة، لذا يسعى مرضاه دائمًا للبحث عن أفضل السبل للسيطرة على المرض وتخفيف آلامه.
من خلال هذا المقال سنوضح الخيارات العلاجية المتاحة للروماتويد، بالإضافة إلى الإجابة عن أبرز التساؤلات حول علاج الروماتويد.

ما هو سبب مرض الروماتويد؟

قبل الحديث عن تفاصيل علاج الروماتويد ينبغي معرفة أن التهاب المفاصل الروماتويدي هو مرض مناعي ذاتي، وهذا يعني أن الجهاز المناعي يعمل بصورة غير طبيعية، بمعنى أنه يهاجم أعضاء الجسم خاصة بطانة المفاصل على أنها أعداء وأجسام غريبة يريد تدميرها.

مع الأسف يعد السبب الدقيق لحدوث هذا الخلل غير معروف، ومع ذلك يعتقد الأطباء أن بعض العوامل الوراثية والهرمونية والبيئية قد تجعل الشخص أكثر عرضة للمرض، وتتمثل تلك العوامل فيما يلي:

  • وجود تاريخ وراثي بالإصابة بالمرض.
  • النساء أكثر من الرجال بثلاث مرات، لكن الرضاعة الطبيعية تعمل على تقليل هذا الخطر.
  • التقدم في العمر.
  • التدخين.
  • السمنة والإجهاد البدني والنفسي.

تعرف أيضًا على ما الفرق بين الروماتيزم والروماتويد؟

ما هو علاج الروماتويد؟

لا يوجد ما يُعرف بـ أفضل علاج للروماتويد، فالهدف من علاج هذا المرض هو تخفيف أعراض التهاب المفاصل وتخفيف الألم الذي تختلف حدته وأماكن ظهوره بين مريض وآخر.
والأهم من ذلك إيقاف تطور المرض بسرعة لتجنب تلف المفاصل.

إذًا، تُصمم خطة علاج الروماتويد بصورة فريدة وتتغير مع تطور الحالة، وتتضمن الخيارات الآتية:

علاج الروماتويد الدوائي

يعد العلاج الدوائي هو الخيار الأول الذي يلجأ إليه الأطباء لمداواة الأعراض، وتتمثل الأدوية المتاحة لعلاج الروماتويد ما يلي:

  • أدوية تثبيط المناعة هي الأساس في العلاج، إذ تقلل هذه الأدوية نشاط الجهاز المناعي لمنعه مهاجمة المفاصل، ومن ثم إبطاء تقدم المرض، من أشهرها دواء ميثوتريكسات.
  • الأدوية البيولوجية، وتُستخدم في الحالات التي لا تستجيب للأدوية التقليدية، إذ تستهدف جزيئات معينة في الجهاز المناعي، وتُعد أكثر دقة في عملها.
  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين، وتُستخدم لتخفيف الشعور بالألم والالتهاب، لكنها لا تعالج المرض نفسه.
  • أدوية الكورتيكوستيرويدات، وتُستخدم لفترة قصيرة للسيطرة على الالتهاب الشديد في حالات النوبات الحادة من المرض.

يمكنكم معرفة مزيد من التفاصيل عن الأدوية المستخدمة في علاج التهاب العظام من خلال مطالعة هذا الرابط.

علاج الروماتويد التأهيلي

يُعد العلاج الطبيعي جزءًا لا يتجزأ من الخطة العلاجية، والهدف منه هو الحفاظ على مرونة المفاصل وقوتها ومنع تيبسها، من خلال ممارسة تمارين مخصصة لكل مريض، يتعلم فيها كيفية الحفاظ على المدى الحركي للمفاصل وتقوية العضلات المحيطة بها.

علاج الروماتويد الجراحي

في بعض الأحيان قد تكون الجراحة خيارًا متاحًا لعلاج الروماتويد، وذلك لاستعادة وظيفة المفاصل المُتضررة بشدة، وفي حال عدم استجابة الحالة للعلاجات الدوائية بكل أنواعها.

من أبرز الجراحات المُتبعة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي ما يلي:

  • جراحات استبدال المفصل.
  • جراحات تصحيح التشوهات.

ما هو أفضل دواء للروماتويد؟

في الوقت الحالي لا يوجد دواء يشفي الروماتويد تمامًا، فاختيار الدواء الأفضل يختلف من حالة لأخرى بناءًا على شدة الأعراض، والطبيب وحده هو من يحدد الدواء الأفضل للمريض بناءًا على حالته.

ما هو الطعام الممنوع لمرضى الروماتويد؟

توجد بعض الأطعمة التي تزيد من الالتهاب في الجسم ومن ثم تشتد معها أعراض الروماتويد، لذا ينصح الأطباء مرضى الروماتويد بتقليلها أو تجنبها قدر الإمكان، وهي:

  • الأطعمة المصنعة والسكريات المضافة، مثل: الأطعمة الجاهزة والوجبات السريعة والمشروبات الغازية التي تحتوي على كميات عالية من السكر والدهون المتحولة.
  • الدهون المشبعة والمتحولة والزيوت المهدرجة، فهذه الدهون تزيد من مستويات البروتينات المسببة للالتهاب في الجسم، لذا يُفضل استبدالها بالدهون الصحية الموجودة في زيت
  • الزيتون والأفوكادو والمكسرات.
  • الجلوتين الموجود في الدقيق الأبيض ومشتقاته، إذ تشير بعض الدراسات إلى أنه قد يسبب استجابة مناعية تزيد من الالتهاب لدى بعض مرضى الروماتويد، لذا يُنصح بتجربة نظام غذائي خالٍ من الجلوتين لفترة ومراقبة الأعراض.
  • منتجات الألبان كاملة الدسم، وذلك لاحتوائها على دهون تزيد من الالتهاب، ومن ثم يُنصح بتناول منتجات الألبان القليلة أو الخالية من الدسم لتخفيف أعراض التهاب العظام والمفاصل.

هل مرض الروماتويد يمكن الشفاء منه؟

الروماتويد مرض مزمن وحتى الوقت الحالي لا يوجد علاج نهائي له. لكن بفضل التقدم الهائل في الأدوية والخطط العلاجية، أصبح وقف نشاط المرض والسيطرة على أعراضه أمرًا ممكنًا.

مع العلم أن نسبة الشفاء من الروماتويد تعتمد على التشخيص المبكر، واستخدام الأدوية المناسبة بجرعاتها المحسوبة، والالتزام بنصائح التكيّف مع المرض وهي ما سنوضحها تفصيليًا في السطور القادمة.

نصائح للتعايش مع مرض الروماتويد

بالإضافة إلى التزام المريض بنهج علاج الروماتويد الذي يحدده له الطبيب، توجد بعض العادات والنصائح التي يمكن من خلالها التعايش بصورة أفضل مع المرض، وتشمل تلك العادات ما يلي:

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، للحفاظ على مرونة المفاصل وتقوية العضلات دون إجهادها.
الراحة الكافية وتجنب الإرهاق الشديد لا سيما خلال فترات النشاط العالي للمرض.
اتباع نظام غذائي غني بمضادات الالتهاب مثل الأوميجا 3 الموجود في الأسماك الدهنية، والفواكه والخضروات الملونة.
طلب الدعم النفسي من الأهل والأصدقاء، فالحالة النفسية الجيدة لها دور كبير في تخفيف الأعراض.
الالتزام بخطة العلاج ومواعيد الأدوية والمتابعات الطبية، وعدم التوقف عن تناول أي دواء دون استشارة الطبيب، حتى عند الشعور بالتحسن.
تجنب التدخين والتوتر قدر الإمكان.

في النهاية..
مرض التهاب المفاصل الروماتويدي هو مرض مزعج لمن يُصاب به، ومع ذلك فهو ليس نهاية المطاف، فمن خلال السير على خطة علاج الروماتويد التي يحددها الطبيب، والتحلي بالصبر، يمكن لمريض الروماتويد ممارسة كافة الأنشطة اليومية دون تقيد بإذن الله.