يُصيب التهاب المفاصل الكثير من الناس في أعمار مختلفة ولا سيما كبار السن مسببًا أعراضًا مؤلمة مثل التصلب والألم الحاد في واحد أو أكثر من المفاصل، ومن ثم تهدف خيارات العلاج المختلفة إلى تخفيف هذا الألم وتقليل الالتهاب وتحسين وظيفة المفصل.
ومن بين هذه الخيارات العلاجية تبرز حقن التهاب المفاصل والعلاجات الموضعية كحلول مباشرة لتخفيف الأعراض في المناطق المصابة، لذا سنتطرق في حديثنا اليوم عن كيفية اختيار أفضل حقن التهاب المفاصل مع الرد على أكثر الأسئلة الشائعة حول الموضوع.

المعايير التي تُحدد أفضل حقن التهاب المفاصل

توجد أنواع مختلفة من حقن التهاب المفاصل، ومع ذلك لا يمكن حسم القول بأن هناك نوع ما من بينهم هو الأفضل، إذ تتحدد الأفضلية بين الحقن وفقًا لعدة معايير، والتي قد تشمل ما يلي:

نوع التهاب المفاصل

يؤدي نوع الالتهاب الذي يُصيب المفصل دورًا مهمًا في اختيار الحقنة، على سبيل المثال يختلف العلاج المناسب ل التهاب المفاصل الروماتويدي عن التهاب المفصل العظمي أو النقرسي.

مكان الإصابة

إذ نجد أن هناك أنواع من الحقن تكون مناسبة لمفصل معين أكثر من الآخر، فمثلًا قد يكون حمض الهيالورونيك أكثر استخدامًا لحقن الركبة، بينما قد تُستخدم حقن الكورتيزون في مفاصل أخرى.

شدة الأعراض

تحدد شدة الأعراض النوع الأفضل من الحقن، فهناك حقن يُفضل استخدامها للحالات البسيطة إلى المتوسطة، بينما توجد أنواع أخرى هي الأفضل في الحالات الشديدة.
الحالة الصحية العامة للمريض
فمن الممكن أن يكون لدى بعض المرضى موانع لاستخدام أنواع معينة من الحقن، مثل حقن الكورتيزون التي من الممكن أن تؤثر سلبًا في حالات مرضى السكري.

جودة المادة المحقونة

تؤثر فعالية المادة المحقونة وجودتها في تحديد أفضلية الحقن، إذ تتمتع الشركات المعروفة بسمعتها الحسنة في استخدام أجود المواد الفاعلة بأفضلية عالية.

مكان الصُنع

يتأثر اختيار أفضل حقن التهاب المفاصل بمكان الصُنع، إذ تحظى الحقن المستوردة بأفضلية أعلى مقارنةً بمثيلتها محلية الصنع.

الأمان والآثار الجانبية المحتملة

قد يكون مستوى الأمان الذي تتمتع به الحقنة ومدى ارتباطها بمعاناة آثار جانبية محتملة على المدى القصير والطويل من العوامل الأساسية التي تؤثر في أفضلية الحقن.

سرعة ظهور تأثيرها

قد يكون سرعة ظهور مفعول الحقنة من الأمور التي تؤخذ في عين الاعتبار عند البحث عن أفضل حقن التهاب المفاصل، إذ يرغب الكثير من المرضى في الشعور بالتحسن في أسرع وقت ممكن.

مدة استمرار فاعليتها

لكل حقنة مدة محددة في استمرار مفعولها، ومن ثم فإن الحقنة التي لها مدة أطول تحصل على أفضلية أعلى من مثيلاتها.

مدى توافرها

من الأمور المهمة التي لا يجب الإغفال عنها هي مدى توفر الحقن في السوق وسهولة الحصول عليها، حتى يضمن المريض استكمال البرنامج العلاجي الخاص به.

تكلفة الحقنة

تعد تكلفة الحقنة من الأمور المباشرة التي تُحدد أفضليتها، فالحقن ذات السعر المبالغ فيه قد لا يستطيع الكثير من المرضى شرائها ومن ثم لا تعد الخيار الأفضل لهم.

توصية الطبيب

الطبيب المتخصص هو الشخص الأنسب لتقييم الحالة وتحديد أفضل حقن التهاب المفاصل تلائم حالة المريض بناءً على جميع العوامل المذكورة.

ومن ثم وجب التنويه، بأنه لا يوجد نوع محدد من الحقن هو الأفضل لعلاج التهاب المفاصل، إنما تُحدد الأفضلية من خلال المشورة بين الطبيب والمريض عن الأنواع المتاحة لعلاج الحالة وما يُفضله الطبيب والمريض معًا للوصول إلى الأفضل والأنسب

سُبل علاج التهاب المفاصل بالأدوية

توجد خيارات علاجية مختلفة لتخفيف الآلام وتقليل الالتهاب من خلال الأدوية، والتي قد تتمثل فيما يلي:

حقن التهاب المفاصل

تحتوي حقن التهاب المفاصل على عدة أنواع لكلٍ منهم استخداماته،على سبيل المثال:

• حقن الكورتيزون.
• حقن حمض الهيالورونيك.
• حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية.
• حقن الخلايا الجذعية.

أدوية التهاب المفاصل الفموية

هناك مجموعة واسعة من أدوية التهاب المفاصل التي تؤخذ عن طريق الفم لعلاج أنواع مختلفة من التهاب المفاصل، والتي تتضمن الآتي:

• مسكنات الألم: مثل الباراسيتامول.
• مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): مثل الإيبوبروفين.
• الأدوية المضادة للروماتيزم (DMARDs): تستخدم بشكل أساسي لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي وأنواع أخرى من التهاب المفاصل المناعي.
• أدوية الكورتيزون الفموية: مثل البريدنيزون، تستخدم لتقليل الالتهاب بسرعة، ولكن لها آثار جانبية محتملة على المدى الطويل.

مرهم التهاب المفاصل

تعد المراهم والكريمات الموضعية خيارًا مناسبًا لتخفيف الألم والالتهاب بشكل موضعي في المفاصل القريبة من سطح الجلد، مثل مفاصل اليدين والركبتين، عادة ما يكون تأثير مرهم التهاب المفاصل أقل قوة من الحقن، وتتنوع مراهم التهاب المفاصل لتشمل ما يلي:

• مسكنات الألم الموضعية.
• مضادات التهاب غير ستيرويدية موضعية.
• مهيجات موضعية (Counterirritants) مثل الكافور والمنثول، التي لها دور في تقليل الالتهابات والتورم.
• مستخلصات طبيعية لها خصائص مضادة للالتهاب مثل الكركم.

أسئلة شائعة

يدور في ذهن مريض التهاب المفاصل عدة أسئلة حول المرض، سنجيب عنها من خلال سطورنا القادمة، وهي:

ما هي أفضل حقن التهاب المفاصل؟

كما ذكرنا سلفًا بعدم حتمية الإجابة تجاه نوع حقن محدد، وذلك لمدى تأثر الأفضلية بعدة معايير تحدثنا عنها تفصيلًا من خلال مقالنا هذا.

ما هو أقوى علاج لالتهاب المفاصل؟

لا يوجد دواء أو حقنة واحدة يمكن الاعتماد عليها كأقوى علاج التهاب المفاصل بشكل عام، إذ يتحدد العلاج كونه الأكثر فعالية على نوع التهاب المفاصل وشدته واستجابة المريض للعلاج، وغالباً ما يكون النهج الشامل الذي يجمع بين عدة خيارات علاجية مجمعة هو الأفضل، بما في ذلك:

• الأدوية، سواء كانت عن طريق الفم أو موضعية، مثل الكريمات والمراهم أو الحقن.
• العلاج الطبيعي والتأهيلي، والذي يعمل على تقوية العضلات المحيطة بالمفصل وتحسين الحركة والمرونة.
• تغيير نمط الحياة، مثل فقدان الوزن في حالات التهاب مفاصل الركبة أو مفصل الفخذ، وممارسة التمارين الرياضية المناسبة.
• الجراحة، وهي آخر حل قد يلجأ إليه المريض في الحالات الشديدة التي قد تحتاج إلى استبدال مفصل مثلًا، أو الحالات التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى.

في الختام..
من خلال حديثنا عن أفضل حقن التهاب المفاصل نجد أنه لا توجد حقن بعينها هي الأفضل، وإنما الأفضلية تعتمد على عدة معايير وهي التي ذكرناها تفصيليًا في مقالنا هذا، ومن ثم تكون نصيحتنا في صدد هذا الموضوع هو زيارة الطبيب أولًا واستشارته قبل الإقبال على أي حقن أو علاج بشكل عام فهو أصدق من يوجهك نحو الأفضل.

للمزيد إقرآ أيضا

اعراض التهاب المفاصل