علاج كسور العظام: خطوات نحو التعافي السريع واستعادة الحركة

  • الرئيسية
  • علاج كسور العظام: خطوات نحو التعافي السريع واستعادة الحركة

كسور العظام من الإصابات الشائعة التي قد تحدث بسبب حادث عرضي أو سقوط أو إصابة رياضية، وسواء كان الكسر بسيطًا أو مضاعفًا، فإن العلاج هو الخطوة الأساسية لاستعادة الحركة والقوة.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل علاج كسور العظام وكيفية التعامل معها لضمان التعافي التام.

ما هو الكسر؟ وكيف يحدث؟

الكسر هو تلف أو انقطاع في بنية العظم، ويعد إصابة شائعة تحدث عندما تتعرض العظام لقوة أكبر من قدرتها على التحمل، قد يكون الكسر بسيطًا ويظل العظم في مكانه الطبيعي دون أي أضرار إضافية، أو كسر مضاعف عندما يسبب الكسر تمزق الجلد وخروج العظم أو إحداث أضرار للأنسجة المحيطة.
عادة ما تحدث الكسور نتيجة عوامل متعددة، أبرزها:

  • التعرض لقوة مفاجئة أو شديدة مثل السقوط أو حوادث السيارات أو إصابات رياضية عنيفة.
  • ضعف العظام، مثلما في حالات هشاشة العظام، لأن العظام تصبح أضعف وأكثر عرضة للانكسار حتى مع إصابات طفيفة.

يختلف شكل الكسر وطبيعته بناءً على نوع الإصابة وقوة التأثير وصحة العظام، وهو ما يُحدد خطة علاج كسور العظام الأنسب للتعامل معه.

أنواع كسور العظام

فهم نوع الكسر يلعب دورًا أساسيًا في تحديد الطريقة الأنسب للعلاج، إذ تختلف كل حالة عن الأخرى من حيث شدتها وطريقة التعامل معها. وتشمل الأنواع الأكثر شيوعًا:

الكسر البسيط

هو الكسر الذي يحدث عندما ينكسر العظم دون أن يتحرك من مكانه الطبيعي أو يسبب أضرارًا كبيرة للأنسجة المحيطة، وهذا النوع يكون أقل تعقيدًا في العلاج.

الكسر المضاعف

يحدث عندما يخرج جزء من العظم من مكانه أو يخترق الجلد والأنسجة المحيطة، مما يعرض المنطقة لخطر العدوى، هذا النوع من الكسور يتطلب تدخلًا جراحيًا سريعًا لتثبيت العظم وتنظيف الجرح لمنع أي التهابات.

الكسر الحلزوني

ينتج عن التواء شديد في العظم يؤدي إلى انكساره بصورة حلزونية، وغالبًا ما يحدث هذا النوع من الكسور نتيجة الإصابات الرياضية أو الحوادث التي تنطوي على التواء قوي، وقد يحتاج إلى تثبيت داخلي باستخدام مسامير أو ألواح معدنية.

الكسر الاجهادي

يحدث نتيجة التعرض للضغط المتكرر أو الإجهاد المستمر على العظم، وهو شائع بين الرياضيين مثل العدائين أو لاعبي كرة القدم، ويبدأ هذا الكسر كشقوق صغيرة في العظم وقد يتفاقم إذا لم يُعالج في الوقت المناسب.

كل نوع من هذه الكسور له طبيعته الخاصة ويحتاج إلى نهج علاجي مناسب، يضمن التئام العظم بصورة صحيحة واستعادة الحركة دون مضاعفات.

طرق علاج كسور العظام

الهدف الأساسي من علاج كسور العظام هو إعادة العظام إلى وضعها الطبيعي وتثبيتها بصورة صحيحة لضمان التئامها بطريقة سليمة، وسواء كان الكسر بسيطًا أو معقدًا، هناك تقنيات وأساليب طبية متقدمة تساعد على تسريع عملية الشفاء وتقليل المضاعفات.
وفيما يلي أبرز سبل علاج الكسور:

الإسعافات الأولية للكسر

عندما تجد شخص تعرض للكسر، يكون أول سؤال يتبادر إلى ذهنك هو “كيف أعالج الكسر بسرعة؟”، لأن التدخل السريع يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في تقليل الألم ومنع تفاقم الإصابة، وتشمل الإسعافات الأولية:

  • تثبيت الجزء المصاب باستخدام جبيرة أو وسيلة مؤقتة لمنع الحركة التي قد تزيد من تدهور الكسر.
  • وضع قطع من الثلج على المنطقة المصابة لتقليل التورم والالتهاب.
  • في حالة الكسر المضاعف، من الضروري تغطية الجروح المفتوحة بقطعة قماش معقمة لمنع العدوى.
  • نقل المصاب إلى أقرب مركز طبي لتلقي العلاج المتخصص.

التثبيت الداخلي والخارجي

يشتمل علاج الكسر على طريقتين لتثبيت العظام، هما:

  • التثبيت الداخلي: يُجرى في الحالات التي يكون فيها الكسر معقدًا أو يتطلب تثبيتًا دقيقًا، ويشمل ذلك استخدام شرائح معدنية أو مسامير أو دبابيس تُثبت داخل العظم لضمان استقراره خلال عملية الالتئام. وتُستخدم هذه الطريقة كثيرًا مع الكسور المضاعفة أو التي لا يمكن علاجها بوسائل غير جراحية.
  • التثبيت الخارجي: يُركب جهاز خارجي يحتوي على قضبان ومسامير لتثبيت العظم من الخارج، وهذه الطريقة مفيدة في حالات الكسر التي يصاحبها تورم شديد أو كسر مفتوح، إذ تُثبت العظم دون الحاجة إلى فتح جراحي كبير.

استخدام الجبائر والجبس

الجبائر والجبس هما الخياران الأكثر شيوعًا في علاج الكسور البسيطة، وتوضع الجبيرة أو الجبس حول المنطقة المصابة لتثبيت العظم ومنع حركته، مما يساعده على الالتئام تدريجيًا. تعتمد مدة استخدام الجبيرة أو الجبس على نوع الكسر ومدى استجابة العظم للعلاج.

الجراحة لعلاج الكسور المعقدة

في الحالات الشديدة أو المعقدة، مثل الكسر المضاعف أو الكسور التي تتسبب في تشوه كبير، قد يكون التدخل الجراحي هو الخيار الوحيد.
وتشمل التقنيات الجراحية المستخدمة:

  • إعادة العظم إلى وضعه الطبيعي باستخدام أدوات جراحية متخصصة.
  • استخدام الطعوم العظمية لتعويض الأجزاء المفقودة من العظم نتيجة الإصابة.
  • زراعة الأجهزة الطبية مثل المسامير أو الشبكات الداعمة لدعم العظام خلال عملية الشفاء.

كل تقنية تُستخدم بناءً على طبيعة الكسر واحتياجات المريض، مع مراعاة توفير أسرع وأفضل طريقة لالتئام العظام واستعادة الحركة الطبيعية.

التعافي بعد علاج كسور العظام

بعد علاج الكسر، يحتاج الجسم إلى وقت ورعاية مناسبة لضمان التئام العظام واستعادة وظيفتها بالكامل. فيما يلي النقاط الأساسية التي تشرح رحلة التعافي:

كم مدة شفاء كسر العظم؟

تختلف مدة الشفاء اعتمادًا على نوع الكسر وعمر المريض والحالة الصحية العامة، وعادةً ما يستغرق التئام العظم من 6 إلى 12 أسبوعًا، لكن في حالات الكسر المضاعف قد يحتاج الأمر إلى وقت أطول يصل إلى عدة أشهر، ويساهم الالتزام بتعليمات الطبيب بصورة كبيرة في تقصير فترة الشفاء.

ما هو العلاج الطبيعي للكسور؟

العلاج الطبيعي يعد جزءًا أساسيًا من علاج كسور العظام، ويهدف إلى:

  • استعادة القوة والمرونة في المنطقة المصابة.
  • تحسين نطاق الحركة وتقليل التيبس.
  • تقليل خطر الإصابة بمشكلات مزمنة مثل تيبس المفاصل أو ضعف العضلات.

ويُفضل أن يكون العلاج الطبيعي تحت إشراف مختص لضمان استجابة الجسم بصورة صحيحة.

كيف تساعد جسمك على الشفاء بشكل أسرع؟

التغذية تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز التئام الكسور و دعم صحة العظام وتسريع الشفاء، لذا ننصحك بما يلي:

  • احرص على تناول أطعمة غنية بالكالسيوم مثل الألبان واللوز.
  • تناول فيتامين D لتحسين امتصاص الكالسيوم، بتناول الأسماك الدهنية أو المكملات الغذائية.
  • أكثر من البروتينات لدعم تجديد الأنسجة وتقوية العضلات.

اتباع هذه الخطوات يمكن أن يساعد الجسم على التعافي بصورة أسرع، ويقلل من خطر المضاعفات أو إطالة مدة الشفاء.
خلاصة القول، علاج كسور العظام يهدف إلى إعادة شكل الجسم إلى طبيعته، سواء كان الكسر بسيطًا أو معقدًا.

إذا كنت تعاني كسر في العظام أو تحتاج إلى استشارة حول علاج كسور العظام، لا تتردد في زيارة من الدكتور عمرو فرج، دكتور جراحة العظام، للحصول على التشخيص الدقيق وخطة علاجية مناسبة لضمان تعافٍ سريع وآمن.

للمزيد إقرآ أيضا

أنواع كسور العظام

نصائح ما بعد عملية الشرائح والمسامير