آلام خشونة المفاصل مزعجة وغير محتملة وتُعوق سير الحياة على النحو الطبيعي، لا سيما إذا كان المصاب لا يزال شابًا أو حتى من كبار السن، فهي تُصيب الملايين حول العالم من مختلف الأعمار، ومن ثم يبحث الكثيرون عن علاج خشونة المفاصل، رغبة في استعادة حياتهم السابقة، وهذا ما سنتطرق إليه في مقالنا اليوم، كما نقدم إجابات شافية لبعض الأسئلة المهمة بشأن هذا المرض، فتابعونا.
ما هي أسباب خشونة المفاصل؟
قبل الحديث عن علاج خشونة المفاصل، لا بد من التطرق إلى الأسباب والعوامل المؤدية لحدوث الخشونة كي نتجنبها من البداية -إن أمكن-، وتتضمن الأسباب ما يلي:
التقدم في العمر
يؤدي التقدم في السن إلى تآكل الغضروف الذي يُغطي سطح المفاصل، وهو المسؤول عن منع الاحتكاك بين العظام، مما يزيد خطر الإصابة بالخشونة.
السمنة وزيادة الوزن
يسبب الوزن الزائد ضغطًا مضاعفًا على المفاصل خاصة في الركبتين والوركين، مما يزيد من خطر الإصابة بالخشونة وتآكل الغضاريف.
الإصابات والحوادث
قد تزيد الإصابات التي تحدث في المفصل حتى ولو كانت قديمة من خطر الإصابة بخشونة المفاصل لاحقًا، ولعل أشهر الأمثلة على ذلك هو إهمال علاج تمزق أربطة الركبة وأثره على المدى البعيد.
الإجهاد المتكرر
يمكن أن تؤدي المهن التي تتطلب الوقوف لفترات طويلة ورفع أشياء ثقيلة أو ممارسة الرياضة التي تضع ضغطًا متكررًا على المفاصل، إلى تآكل الغضروف ومن ثم زيادة خطر الخشونة.
الاستعداد الوراثي
بعض الأشخاص لديهم استعداد وراثي للإصابة بخشونة المفاصل، وذلك قد يكون نتيجة وجود خلل في إنتاج العناصر المكونة للغضروف لديهم مثل الكولاجين.
تشوهات العظام والمفاصل
العيوب الخلقية أو التشوهات الوراثية في العظام والمفاصل يمكنها أن تزيد من فرصة الإصابة بخشونة المفاصل إذا لم تعالج فور اكتشافها.
الإصابة ببعض الأمراض الأخرى
يمكن أن تؤثر بعض الأمراض في صحة المفاصل وتزيد من خطر الإصابة بالخشونة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وأعراض التهاب العظام ومرض السكري والنقرس وهشاشة العظام،.
كيفية علاج خشونة المفاصل
يبحث الكثير من مصابي خشونة المفاصل عن إجابة شافية لسؤال ما هو أفضل علاج لخشونة المفاصل؟ ومن المؤسف أنه لا يوجد ما يُسمى بأفضل علاج للخشونة في جميع المرضى، فالأمر يختلف من حالة لأخرى، وتُحدد الخطة العلاجية بناءًا على عدة عوامل منها شدة الخشونة وعمر المريض والمفصل المصاب، ومع ذلك يهدف العلاج بوجه عام إلى تخفيف الألم وتحسين حركة المفصل وإبطاء تطور المرض، وذلك من خلال:
الأدوية
في حالات الإصابة البسيطة إلى المتوسطة يُفضل الطبيب علاج خشونة المفصل بالأدوية، والتي قد تتضمن مسكنات الألم ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، إضافة إلى محاولة تقليل الوزن في حالات السِمنة، وعلاج الأمراض المزمنة مثل داء السكري.
العلاج الطبيعي
يُعد العلاج الطبيعي من البروتوكولات الرئيسية في علاج خشونة المفاصل، فهو يقوي العضلات المحيطة بالمفصل، مما يُحسن نطاق حركة المفصل ومرونته ويخفف الضغط عليه، ومع ذلك ينبغي الخضوع له تحت إشراف طبي متخصص.
علاج خشونة المفاصل بالحقن
في بعض الأحيان يرى الطبيب أن العلاج باستخدام الحقن يحقق نتيجة أفضل وأسرع، وذلك مثل:
- حقن حمض الهيالورونيك والتي تعرف أيضًا باسم حقن الزيت، وهو سائل يُشبه السائل الطبيعي الموجود في المفصل، ويُساعد على تليين حركته وتقليل الألم.
- حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية، والتي تُسرع عملية شفاء الأنسجة التالفة وتجددها.
- حقن الكورتيزون، التي تُقلل الألم والالتهابات سريعًا، لا سيما في حالات الخشونة المتقدمة أو عند وجود التهابات أخرى مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو ما قد يزيد من نسبة الشفاء من الروماتويد.
التدخل الجراحي
في الحالات المتقدمة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى، قد يُوصي الطبيب بإجراء جراحة لتغيير المفصل، كما هو الحال في عمليات استبدال مفصل الركبة أو تغيير مفصل الورك باستخدام الشرائح والمسامير، مع العلم أن نسبة نجاح عمليات الشرائح والمسامير قد تتراوح ما بين 85 – 95% وقد تختلف وفقًا لعدة عوامل أهمها خبرة الطبيب.
ما هي الأكلات التي تُعالج الخشونة؟
لا توجد أكلات بعينها قادرة على علاج خشونة المفاصل، بل من شأنها تحسين صحة المفاصل بوجه عام وتقليل خطر الإصابة، وتتضمن تلك الأكلات ما يأتي:
- الأطعمة الغنية بالجلاتين الطبيعي، مثل شوربة الكوارع.
- الأسماك الغنية بالدهون المفيدة، مثل السلمون والماكريل والسردين، لاحتوائها على أحماض أوميجا 3 الدهنية التي تُقلل من الالتهاب.
- الفواكه والخضروات الملونة، مثل التوت والكرز والسبانخ والبروكلي، لاحتوائها على مضادات الأكسدة التي تحمي خلايا الجسم من التلف.
- المكسرات والبذور، مثل الكاجو وعين الجمل وبذور الكتان، لاحتوائها على دهون صحية تُقلل الالتهاب.
- زيت الزيتون البكر، وذلك لخصائصه المضادة للالتهابات.
كيف أزيد السائل بين المفاصل؟
لا يمكن زيادة كمية السائل الزلالي المسؤول عن تليين المفصل وتغذيته بصورة مباشرة، ومع ذلك يمكن الحفاظ على كميته الطبيعية من خلال اتباع بعض الممارسات الصحية مثل:
- شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم والأنسجة، بما في ذلك السائل الزلالي.
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة، فالحركة تُحفز إنتاج السائل الزلالي وتوزعه بصورة أفضل داخل المفصل.
- تناول الأطعمة الغنية بحمض الهيالورونيك مثل شوربة الكوارع والدجاج والفواكه الحمضية مثل البرتقال.
أخيرًا..
على الرغم من أن الخشونة تُسبب الكثير من الألم والازعاج، فالالتزام بخطة علاج خشونة المفاصل التي يحددها الطبيب وتغيير نمط الحياة ليكون صحيًا أكثر، هما المفتاح الرئيسي للتخلص من هذه الآلام، ومن ثم نصيحتنا هي الإسراع بالذهاب إلى الطبيب في حال الشعور بألم المفاصل حتى لا يتفاقم الأمر ومن ثم تطول مرحلة العلاج.