أعراض الشوكة العظمية في الكعب وأسبابها الشائعة

  • الرئيسية
  • أعراض الشوكة العظمية في الكعب وأسبابها الشائعة

تُعَدّ الشوكة العظمية من أكثر أسباب آلام الكعب شيوعًا، وهي نتوء عظمي صغير يتكوّن في أسفل عظم الكعب نتيجة الضغط المستمر أو الشد المتكرر على الأنسجة المحيطة بالقدم، وقد تمرّ الحالة في بدايتها دون أعراض واضحة، لكن مع مرور الوقت يبدأ المريض بالشعور بآلام حادة أو مزعجة تدفعه إلى البحث عن التشخيص المناسب وخيارات العلاج المتاحة.

في هذا المقال، نستعرض أعراض الشوكة العظمية وسبل التمييز بينها وبين مشكلات أخرى قد تسبب ألم الكعب، ونتناول أسباب الشوكة العظمية، إلى جانب كيفية تشخيصها ووسائل العلاج التي تساعد على تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة اليومية.

أعراض الشوكة العظمية

رغم أنّ بعض الأشخاص قد يكتشفون وجود الشوكة العظمية بالصدفة في أثناء خضوعهم لأشعة سينية لسبب آخر، فإن هناك علامات مميزة لا يمكن تجاهلها، وعادة ما تكون مرتبطة بالتهاب الأنسجة المحيطة أكثر من النتوء العظمي نفسه، وتشمل:

  • ألم حاد في الكعب عند الاستيقاظ صباحًا، يوصف عادةً بأنه يشبه الطعن أو وخز مسمار في أسفل القدم.
  • ألم مستمر يلازم المريض معظم ساعات اليوم.
  • التهاب أو تورم في مقدمة الكعب مع شعور بالحرارة في بعض الحالات.
  • ظهور نتوء عظمي صغير تحت الكعب قد يكون ملحوظًا عند بعض المرضى.
  • حساسية شديدة عند الضغط على أسفل الكعب تجعل المشي حافيًا صعبًا ومؤلمًا.
  • في بعض الحالات قد تظهر أعراض إضافية مثل الخدر أو الوخز أو الإحساس بالحرقة نتيجة ضغط الالتهاب على الأعصاب المحيطة.

أعراض الشوكة العظمية حسب نوعها

بعد استعراض أبرز أعراض الشوكة العظمية في الكعب، يجدر الإشارة إلى أن شدة الأعراض وطبيعتها قد تختلف وفقًا لموضع النتوء العظمي، ولذلك يُصنّف الأطباء الشوكة العظمية إلى نوعين رئيسيين هما:

الشوكة العظمية الأخمصية

تتكوّن في أسفل الكعب، عند نقطة اتصال الرباط الأخمصي بعظام الكعب، وغالبًا ما تنشأ نتيجة التهاب اللفافة الأخمصية المزمن، ما يؤدي إلى ترسّب الكالسيوم وتكوّن نتوء عظمي صغير، ويرتبط هذا النوع عادةً بآلام حادة عند الخطوات الأولى في الصباح أو بعد فترات طويلة من الراحة.

الشوكة العظمية الظهرية

تظهر في الجزء الخلفي من الكعب عند التقاء وتر أخيل بعظام الكعب، وتنتج غالبًا عن التهاب متكرر في وتر أخيل، مسببة ألمًا خلف الكعب يزداد عند صعود السلالم أو ارتداء أحذية ضيقة تضغط على هذه المنطقة.

هل هناك فرقًا بين أعراض الشوكة العظمية والتهاب اللفافة الأخمصية؟

قد تتشابه أعراض الشوكة العظمية مع بعض الحالات الأخرى مثل أعراض التهاب العظام أو التهابات القدم، فكثيرًا ما يختلط الأمر على المرضى بين أعراض الشوكة العظمية والتهاب اللفافة الأخمصية، نظرًا للتشابه الكبير بينهما، رغم أنّ لكل منهما طبيعة مختلفة.
يحدث التهاب اللفافة الأخمصية عندما يتعرّض الرباط الممتد من الكعب حتى مقدمة القدم لإجهاد متكرر أو تمزقات دقيقة، فيشعر المريض بألم حاد يشبه الطعن في الكعب، يزداد مع الخطوات الأولى صباحًا ثم يخف تدريجيًا مع الحركة، قبل أن يعود مجددًا بعد فترات الراحة الطويلة.
أما الشوكة العظمية فهي نتوء عظمي صغير يتكوّن نتيجة الضغط المزمن أو الالتهاب المتكرر، وغالبًا ما ترتبط هذه الحالة بالتهاب اللفافة الأخمصية نفسه، وبذلك يمكن القول إن وجود الشوكة العظمية لا يعني بالضرورة الشعور بالألم، فقد يُصاب بها البعض دون أي أعراض ملحوظة، بينما يعاني آخرون آلامًا مشابهة تمامًا لالتهاب اللفافة الأخمصية.

أسباب الشوكة العظمية

بعد أن استعرضنا أعراض الشوكة العظمية والفرق بينها وبين التهاب اللفافة الأخمصية، يجدر بنا التوقف عند العوامل التي تؤدي إلى ظهورها، ومن أبرزها:

  • الإجهاد المزمن للقدم، نتيجة الضغط المتكرر على العضلات والأربطة، خاصةً لدى الرياضيين الذين يمارسون الجري أو القفز لفترات طويلة.
  • التهاب اللفافة الأخمصية.
  • التمزقات الدقيقة في الغشاء المبطن لعظام الكعب.
  • اضطرابات المشي لأنها تغيّر توزيع الوزن على القدمين.
  • التقدم في العمر، إذ يصبح الكعب أكثر عرضة لتكوّن الترسبات الكلسية.
  • الوقوف أو المشي لفترات طويلة على أسطح صلبة.

قد يختلط ألم الكعب الناتج عن الشوكة العظمية مع إصابات أخرى في القدم، مثل التمزقات الدقيقة أو حتى بعض أنواع كسور العظام التي قد تُسبّب آلامًا متشابهة، وهو ما يبرز أهمية التشخيص المبكر والدقيق لتحديد السبب الحقيقي للألم.

كيفية التشخيص والتعامل مع أعراض الشوكة العظمية

بعد ظهور أعراض الشوكة العظمية، غالبًا ما يبدأ التشخيص بالفحص السريري من خلال طرح بعض الأسئلة عن طبيعة الألم، والأنشطة التي يمارسها المريض، ونوع الحذاء الذي يرتديه، وفي بعض الحالات قد يخضع المريض للأشعة سينية، والتي يلجأ إليها الطبيب ليس فقط لتشخيص الشوكة العظمية، بل أيضًا للتفريق بينها وبين حالات أخرى مثل أعراض كسر مشط القدم.
وفي معظم الحالات، يكون العلاج بسيطًا وسهل التطبيق، إذ يركز على تخفيف الألم والحد من الالتهاب الناتج عن التهاب اللفافة الأخمصية المرتبط بالنتوء العظمي، وفيما يلي أبرز وسائل العلاج:

  • الالتزام بالراحة وتجنب الإجهاد.
  • وضع كمادات الثلج على باطن القدم.
  • تناول الأدوية المضادة للالتهاب تشبه تلك المستخدمة في علاج التهاب العظام.
  • ارتداء الأحذية الطبية والدعامات.
  • وفي بعض الحالات المزمنة التي لا تستجيب للهذه الوسائل، قد ينصح الطبيب باللجوء إلى جلسات العلاج الطبيعي أو التدخل الجراحي كخيار أخير.

الأسئلة الشائعة

قد تكون لديك كثير من التساؤلات حول الشوكة العظمية، لذلك جمعنا لك هنا أبرز الأسئلة وإجاباتها.

ما هو سبب ظهور الشوكة العظمية؟

تظهر غالبًا نتيجة ترسب الكالسيوم أسفل عظام الكعب بسبب الإجهاد المتكرر على الأربطة والعضلات.

ما هي الأكلات الممنوعة للشوكة العظمية؟

لا يوجد أكل محدد ممنوع لمرضى الشوكة العظمية، لكن يُنصح بالحدّ من الأطعمة الغنية بالدهون غير الصحية والسكريات، والحفاظ على وزن صحي لتخفيف الضغط على الكعب.

هل تختفي شوكة الكعب العظمية من تلقاء نفسها؟

النتوء العظمي نفسه عادةً لا يختفي، لكن الأعراض والألم يمكن أن تتحسن مع العلاج والراحة، وبعض الحالات الشديدة تحتاج إلى تدخل طبي مباشر مثل علاج كسور العظام.

كيف أعرف أن لدي الشوكة العظمية؟

إذا كنت تعاني ألمًا حادًا يشبه الوخز أسفل الكعب خاصةً عند أول خطوة في الصباح، فقد يكون السبب شوكة عظمية.

هل نقص فيتامين د يسبب الشوكة العظمية؟

نقص فيتامين د قد يضعف العظام، لكنه ليس سببًا مباشرًا للشوكة العظمية.

ختامًا،
تذكّر أن أعراض الشوكة العظمية قد لا تظهر عند بعض الأشخاص، بينما يعاني آخرون آلامها في الكعب، ولذلك يبقى التشخيص المبكر والفحص الطبي أفضل وسيلة لتحديد حالتك واختيار العلاج المناسب.
إذا كنت تعاني آلامًا متكررة في الكعب، فلا تتردد في التواصل مع الدكتور عمرو فرج، أستاذ جراحة العظام بجامعة القاهرة، للحصول على التشخيص الدقيق وخطة علاج مناسبة لحالتك.